أطلق المغرب رسميا أول صادراته من القنب الطبي من صنف "بلدية" إلى مختبرات صيدلانية متخصصة في سويسرا وجنوب إفريقيا. هذه الخطوة تمثل انطلاقة واعدة لقطاع القنب الطبي المغربي، الذي يخضع لتنظيم صارم تحت إشراف الوكالة الوطنية لتقنين أنشطة القنب الهندي (ANRAC).
انطلقت الشحنة من منشأة تابعة لتعاونية "بيوكانات" في جماعة باب برد بإقليم شفشاون، وهي منطقة معروفة بجودة زراعاتها التقليدية. تم نقل المنتجات إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، حيث أقلعت على متن رحلات جوية تابعة للخطوط الملكية المغربية وشركات شحن دولية، بعد استيفاء جميع التراخيص اللازمة من الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية والمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات.
تتولى شركة "كانافليكس" المغربية تنفيذ هذه العملية، التي تمت وفقًا للمعايير القانونية والجمركية الدولية، مما يعكس التزام المغرب ببناء سلسلة قيمة آمنة وشفافة للقنب الطبي. ويُعد صنف "بلدية" المحلي محط اهتمام عالمي بفضل خصائصه العلاجية الفريدة، مما يعزز مكانة المغرب كلاعب واعد في سوق القنب الطبي العالمي.
وأكد مسؤولون أن هذا الإنجاز سيسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق المرخصة لزراعة القنب، خاصة في الأقاليم الشمالية مثل شفشاون والحسيمة وتطوان. ومن المتوقع أن تخلق هذه الصناعة الناشئة فرص عمل جديدة، وتحسن دخل الفلاحين من خلال التعاونيات المرخصة، مما يدعم الاستدامة والاندماج الاجتماعي.
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية وطنية لتقنين استخدام القنب لأغراض طبية وصناعية، والتي بدأت مع إقرار القانون رقم 13.21 عام 2021. ويؤكد المسؤولون أن الرقابة المشددة التي تمارسها ANRAC ستضمن استمرارية الجودة والامتثال للمعايير الدولية، مما يمهد الطريق لتوسع المغرب في هذا القطاع الحيوي.
ويُنظر إلى هذا الحدث على أنه بداية مرحلة جديدة للصناعة الصيدلانية المغربية، حيث يسعى المغرب ليصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا لإنتاج وتصدير القنب الطبي، مع الحفاظ على توازن بين التنمية الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق